كتبت في منتصف الثمانينيات أن طنجرة فطوري في رمضان
متعددة الجنسيات.. فيها طنجرة الحديد التي هي الكوكوطة من جنسية فرنسية!
وتغلي فوق آلة طبخ من إيطاليا! وداخل الطنجرة يوجد لحم خروف أستراليا
وفلافل الهند وبصل إسبانيا وثوم تونس.. وخضار المغرب! ولم يبقى في طنجرة
الجزائري ما يحمل الجنسية الجزائرية سوى الماء والملح والغاز.. والبشر الذي
يطبخ هذه المواد؟!
واليوم أتأمل قائمة الفريق الوطني الجزائري
فأراه مثل طنجرة الجزائري في رمضان عقود القرن الماضي! فريق له جنسية
جزائرية واحدة ولكنه متعدد الجنسيات!؟ فريق يكاد يكون يمثل الأمم المتحدة
الجزائرية أكثر مما يمثل المدن والقرى الجزائرية!؟
لست هنا ضد استخدام
المحترفين في تكوين الفريق الوطني.. لكنني لست مرتاحا لحالة الكرة
الجزائرية المحلية! فإذا كان استخدام اللاعبين المحترفين وسيلة للإقلاع
الرياضي فهذا أمر جيد! لكن إذا كان الأمر يتعلق بهجرة الكرة إلى الخارج
بصورة دائمة فهذا فيه خطر على المستقبل الرياضي للبلاد!
وقد يقول
قائل: ما دمنا نستورد كل شيء من الخارج، فلماذا لا نستورد الخامات
الجزائرية في الكرة والتي صدرناها مادة أولية بأبخس الأثمان ونستوردها الآن
في شكل لاعبين لهم قيمة عالية؟! فهذا بالفعل أمر جيد.. لكنه لايحل مشكلة
الكرة كما لا يحل أية مشكلة أخرى في مجالات أخرى كالاقتصاد والسياسة
والعلم..! وتحيا الكرة متعددة الجنسيات كما تحيا الطنجرة متعددة الجنسيات!
سعد
بوعقبة