قصة الشيخ الغاضب
يُحكى كذلك أن يوما جاء الشيخ الحبيباتني من قسنطينة التي ذاع صيته فيها وأصبح من كبار شيوخها إلى مسقط رأسه زائرا، فنزل في « العنصر » ثم أكمل مسيرته راجلا حتى بلغ حدود قبييلته بني حبيبي التي تبدأ أراضيها بسهلها الزراعي الفسيح، وكان رجالٌ ونسوة ٌ من عشيرته يخدمون الأرض. وبينما هو سائر بين الحقول إذ لمحته امرأة من بعيد، فرفعت رأسها وقالت بأعلى صوتها وبلهجتها الدارجة « على السلامة يا احميود »، وكان من عادة أهل المنطقة قلب وتشويه الأسماء (أعتقد أن ذلك عن جهل و ليس عن قصد). فما كان من شيخنا إلا أن وقف برهة ساكنا ثم استدار وعاد من حيث جاء دون أن يلفظ ببنت شفة. ويقال أنه لم يرجع إلى مسقط رأسه منذ ذلك الحين حتى توفي.
بني فتح