ليس صحيحا القول إن رئيس الاتحاد المصري لكرة
القدم، المستر زاهر، لا يريد الاعتذار للجزائر ويريد الصلح فقط! بل الصحيح هو أن
ابن الأكرمين، جمال مبارك، هو الذي لا يريد الاعتذار، لأنه المتسبب الأول في
استخدام رجال المخابرات في رشق حافلة الجزائريين بالحجارة.
حذار يا روراوة
ويحاول المصريون عبر السعودية استجحاش روراوة
واستبغال الجزائر من أجل إنجاز مصالحة تفضي إلى تنازل الجزائر عن الشكوى وبالتالي
طي الموضوع الخاص بالعقوبات على مستوى الفيفا! ويلعب المصريون على عواطف “العروبة”
مع السعودية.. على اعتبار أن الفريق المصري من أقوى الفرق التي يعول عليها في
تصفيات 2014 وأن العقوبات قد تؤدي إلى عدم تأهله مرة أخرى! وأن الجزائر لا تستفيد
شيئا من هذه العقوبة القاسية ضد مصر!
وإذا كان المصريون قد “أكلوا حلاوة” بعقل
الجزائريين عشية الاعتداء الجبان على الحافلة.. وأقنعوا الرئيس بوتفليقة ووزير
الرياضة وروراوة بضرورة الانسحاب من المباراة بعد الاعتداء.. فإن محاولة إجبار
الجزائر على سحب الشكوى مرة أخرى بوهم الصلح، يعني بالفعل استبغالا مصريا
للجزائريين ليس مثله استبغال!
الرأي العام في الجزائر لا يقبل من روراوة وغيره أن
يبرم أية “صفقة” مع المصريين بأموال سلطان تفضي إلى التنازل عن حق الجزائريين في
معاقبة الذين أسالوا دم أبناء الجزائر في شوارع القاهرة! وإذا تصرف أي مسؤول جزائري
في هذا الأمر بما يخالف حق الجزائر في القصاص فسيواجه في الجزائر بما لا
يتصوره!
نعم، القضية تتعلق بخلاف في كرة القدم ويجب أن تبقى
في هذا الإطار، لكن ليس قبل أن يأخذ المتسبب فيها جزاءه المطلوب.. والمتسبب هنا ليس
زاهر أو أبو ريدة أو أية دمية مصرية أخرى، بل المتسبب هو ابن الأكرمين وزبانيته في
الأمن المصري وبإمكان زاهر وأبو ريدة أن يضللا السعوديين ويضللا الفيفا ويضللا
روراوة وحتى الحكومة الجزائرية قد تضلل باسم العروبة، لكن الأكيد أن الشعب الجزائري
لن يضلل في هذا الأمر وسيكون له رأيه مع من يقبل التضليل أو التواطؤ أو البزنسة
بهذه القضية مهما كانت درجة مسؤوليته