redouane011950
الابراج :
عدد المساهمات : 1502
النقاط : 2147494459
التفيم : 0 تاريخ التسجيل : 06/02/2010
===============
| موضوع: ان الاوان لرد الاعتبار لعلماء الجزائر الثلاثاء 16 فبراير 2010 - 19:35 | |
| اهتمام علماء الجزائر بالتفسير
الأستاذ عبد اللطيف بونشادة –قسنطينة- اهتمام علماء الجزائر بالتفسير إن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لأنه تنزيل من حكيم حميد، وهو حبل الله المتين وصراطه المستقيم، ومن اهتدى به هداه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله.لذلك لما كان القرآن المتين بهذه المنزلة العظيمة أمر الله عز وجل بتدبره وفهم آياته والعمل بما تحمله من تكاليف والاهتداء بما ترشد إليه من توجيهات، قال تعالى: "كتاب أنزلناه إليك مباركا ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب" ونعى على أولئك الذين لا يتدبرونه فقال: " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" لذلك كان علم التفسير أجل العلوم وأشرفها لأن محوره القرآن ولأنه يهدي إلى القرآن ويوضح تكاليف القرآن.ولهذا اعتنى علماء الإسلام بهذا العلم أيما عناية ولا أدل على ذلك من تلك الثروة العلمية الكبيرة التي خلفوها، وكان من بينهم علماء الأمة الجزائرية الذين كانت لهم مساهمة في هذا العلم الجليل، ونحاول في هذا المقال أن نسلط الضوء على مساهمة علماء الجزائر في ميدان تفسير القرآن الكريم.لم تذكر لنا كتب التاريخ والتراجم وجود مفسرين كثر قبل حلول القرن الرابع الهجري ورغم وجود قلة منهم إلا أنه لم يشتهر ذكرهم ربما لأن صناعة التفسير لم تكن رائجة في ذلك الوقت كرواج علم الفقه الحديث، لكن ذكر بعضهم أن عبد الرحمان بن رستم في القرن الثاني 160 هـ قام بتفسير القرآن، وإن صح هذا فيكون بذلك هو أول المفسرين للقرآن بالجزائر، وكذلك هود بن محكم الهواري الأوراسي في القرن الثالث الهجري وبالضبط 250 هـ وتفسيره هذا طبع مؤخرا بتحقيق الأستاذ السعيد شريفي.مع نهاية القرن الرابع هجري بدأت الحركة العلمية بالجزائر تعرف ازدهارا وتقدما كبيرين فأنجبت لنا هذه الفترة عديد العلماء النابغين المختصين في التفسير منهم:الإمام أبو العباس أحمد الباغائي (354هـ، 461 هـ) الذي ذكره ياقوت الحموي في المعجم بقوله: "كان لا نظير له في علوم القرآن" فقد قام بتفسير القرآن تدريسا في جامع قرطبة، وناهيك بمكانة هذا المسجد في ذلك الوقت. وكذلك الإمام أبو جعفر أحمد بن نصر الداودي المتوفى سنة 402 هـ الذي له تفسير للقرآن الكريم كاملا تأليفا يعد من أنفس التفاسير في ذلك الوقت وبقي متداولا بين الناس زمنا طويلا، وكان العلماء ينقلون منه في تفاسيرهم، ذكره ابن فرحون في الديباج وكذلك القاضي عياض في ترتيب المدارك بقوله: "كان فقيها فاضلا متفننا مؤلفا مجيدا له حظ من اللسان والحديث والنظر".وإذا انتقلنا الى القرن السادس الهجري نجد من المفسرين الإمام أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم الورجيلاني المتوفى سنة 570 هـ الذي رحل إلى الأندلس ودرس بها وكان يلقب بالجاحظ، فسر القرآن الكريم في مؤلف ضخم من ثمانية مجلدات. وكذلك نجد في هذه الفترة أيضا الإمام أبو عبد الله محمد بن يوسف بن عمران حيث درس التفسير وألف فيه كتابا وصل إلى سورة الفتح.ومن المفسرين أيضا أبو الفضل يوسف بن محمد المعروف بابن النحوي التوزري المتوفى سنة 513 هـ وأيضا محمد بن يوسف بن سعدة الاديب الصوفي المتوفى سنة 565 ه.ثم جاءت فترة ازدهار علم التفسير فقد كثر الاهتمام بهذا العلم وتناوله العلماء تدريسا وتأليفا منهم: يحيى بن محمد بن منداسي التلمساني المفسر الفقيه الواعظ قال الذهبي: "جمع وجاور بمكة وسمع من أبي الحسن وسكن الاسكندرية ووعظ بها من آثاره: "تفسير القرآن الكريم"، وأيضا الإمام ابو زكرياء يحيى بن على الزواوي المتوفى سنة 611 هـ الذي فسر القرآن تدريسا ولم يكمله، والإمام أبو الروح عيسى المشهور بابن يحيى السكلاني الجميري الزواوي المولود بزواوة سنة 644 هـ والمتوفى بالقاهرة عام 743هـ فسر القرآن تدريسا بمصر والشام، ومنهم في هذه الفترة إمام المغرب في زمانه العلامة المجتهد أبو عبد الله الشريف التلمساني المتوفى سنة 771 هـ الذي خلف آثارا علمية جليلة، وكان علم التفسير في طليعة ما يعتني به من فنون وقد دأب عليه 25 سنة كاملة.وكذلك الإمام أبي يحيى عبد الرحمان التلمساني الذي قال عنه ابن مرزوق الحفيد: "شريف العلماء وعالم الشرفاء وآخر المفسرين" ونختم هذه الفترة بالشيخ أحمد بن محمد المسيلي المتوفى سنة 785 هـ الذي أخذ عن الإمام ابن عرفة وتبع نهجه في التفسير.ثم نلج القرن التاسع هجري وأهم ما ميزه أنه بالرغم من وفرة الانتاج الثقافي فيه إلا أن التفسير قد ضعفت العناية به تأليفا، فكان بعض العلماء يتناولونه في مجالسهم ودروسهم ولكن قلما ألفوا فيه، ولولا تفسير الإمام عبد الرحمان الثعالبي (الجواهر الحسان) لما وصل إلينا تفسير مكتوب من هذا القرن، وينسب لعبد الكريم المغيلي المتوفى سنة 909 هـ تفسير بعنوان (البدر المنير في علم التفسير) وينسب أيضا لأبي جميل ابراهيم بن فائد الزواوي تفسير مكتوب للقرآن لكننا لا نعرف أنه وصل إلينا منهما شيء يذكر.ونعود إلى الثعالبي فهو مفخرة الجزائر وإمامها في زمانه ولد عام 786 هـ، وألف نحو مائة مصنف في شتى العلوم أهمها تفسيره المسمى (الجواهر الحسان في تفسير القرآن) والذي انتهى منه في 25 ربيع الأول سنة 833 هـ وقد طبع عدة مرات، توفي –رحمه الله- في العاصمة عام 874 هـ.وكذلك نجد في هذه الفترة أيضا الإمام أبو الفضل محمد المشدالي –رحمه الله- المولود ببجاية سنة 822 هـ، طلب العلم ببجاية وتلمسان ثم رحل إلى المشرق واستقر بمصر مدرسا بجامع الأزهر، قال عنه الإمام السخاوي في الضوء اللامع: "حضرت درسه في الأزهر فظهر لي أنني ما رأيت مثله ولا رأى هو مثل نفسه" ثم قال أيضا: "هو آية أبرزه الله في هذا العصر للعباد" وقال عنه الإمام ابن شاهين: "هذا الرجل لا ينبغي أن يحضر دروسه إلا حذاق العلماء" درس التفسير في القاهرة وتوفي بها عام 864 هـ. أما الفترة ما بين بداية القرن العاشر إلى نهاية الحادي عشر فقد انتهت دون وجود تأليف واحد في التفسير وذلك راجع للوجود العثماني بالجزائر فقد برزت في هذه الفترة وتنامت ظاهرة التقليد والجمود الفكري بالإضافة إلى تخلف الثقافة عموما فكانت هذه العوامل بالإضافة إلى أخرى مسؤولة عن ندرة الإنتاج الفكري عامة والتفسير خاصة، ذلك أن مفسر القرآن الكريم يحتاج إلى ثقافة دينية وتاريخية ولغوية قوية لكي يقدم على عمله بالاضافة إلى استقلال عقلي كبير وهذا لم يتوفر إلا لقلائل من العلماء الجزائريين في تلك الفترة، ذلك أن مجال الثقافة كان محدودا، وإذا توفر جانب من جوانبها المذكورة فإن باقي الجوانب لا تتوفر.ورغم ما ذكرناه فقد وجد من العلماء من قام بالتفسير تدريسا، بل إن بعضهم قد ختم تفسير القرآن كاملا مثل ابن لؤلؤ التلمساني الذي ختمه في الجامع الأعظم بتلمسان وكان منهجه يعتمد على المعاني الظاهرة كما كان يعتمد طريقة القدماء في الاستدلال والاستنتاج، وكذلك الشيخ أبا عبد الله بن خليفة الجزائري المتوفى سنة 1094 هـ الذي ختم التفسير تدريسا كاملا أيضا.وممن تناولوا التفسير تدريسا في تلك الفترة الإمام عبد القادر الراشدي القسنطيني (111 هـ 1194 هـ) وهو عالم مجتهد له آراء تجديدية اصطدمت بالجمود الفكري الذي ميز عصره فمواقفه وآثاره تجعلنا نتصور أن في تفسيره شيء من الخروج على المألوف وعدم التقيد بنصوص وآراء الأقدمين، وأيضا نجد الإمام أحمد المقري الذي درس التفسير في الجامع الأعظم بالعاصمة عندما أخرجته الظروف السياسية من المغرب ولكن إقامته لم تطل فقد توجه بعدها إلى المشرق.
ولا بد من الإشارة أيضا إلى أن هناك مفسرين آخرين غير هؤلاء فالوزان والأنصاري كانوا من مفسري القرآن في دروسهم، وكذلك القاضي أبي الحسن علي الذي كان بارعا فيه حتى اشتهر به وتسابق الناس على درسه بالجامع الكبير، وأيضا هناك يحيى الشاوي الذي وضع أجوبة على اعتراضات أبي حيان على ابن عطية والزمخشري لكنه لم يرتقي إلى أن يعتبر بمثابة التفسير.ومن العلماء الذين ألفوا في التفسير إبان القرن الثاني عشر الشيخ أحمد البوني وأيضا حسين العنابي، وعنوان تأليف البوني (الدر النظيم في فضل آيات من القرآن العظيم).ويبدوا من العنوان أنه لم يتناول التفسير بالمعنى المتعارف عليه وإنما خص بعض الآيات فقط، أما العنابي فقد ذكر حفيده محمد بن محمود العنابي أن لجده تفسيرا للقرآن العظيم، وقد نقل منه عدة مرات مستشهدا بكلامه.وهناك عالمان متعاصران ألف كلاهما في التفسير وهما أبوراس الناصر ومحمد الزجاي أما الاول فقد وضع تفسيرا في ثلاثة أسفار كل سفر يحوي 20 حزبا وسماه (التيسير إلى علم التفسير)، أما الثاني فله (تفسير الخمسة الأولى) وهو تعبير غير واضح فهل هو تفسير السور الخمس الأولى أو الأجزاء الخمس الأولى. وعلى كل حال فهو تعبير يدل على أن العمل غير كامل. ثم جاءت الحملة الاستخرابية الفرنسية على الجزائر فجعل العلماء مهمتهم الرئيسية هي دعم المقاومة المسلحة ضد المحتل بل قيادتها في أحايين كثيرة.ورغم هذه المهمة الجديدة التي شغلت جل أوقات علمائنا في تلك الفترة إلا أنهم قاموا بمهمة الإصلاح والتعليم على أكمل وجه وكان نصيب تفسير القرآن منها وفيرا.فقد كان العنابي ممن كان لهم مساهمة في التفسير وأيضا يحيى بن محمد الميلي الجمالي وكذلك عثمان بن سعيد المالقي التلمساني الذي خلف تفسيرين هما: التفسير الكبير والتفسير الصغير، ويذكر المؤرخون أيضا أن الأمير عبد القادر بن محي الدين الجزائري كان له مساهمة في التفسير ويشهد له كتابه (المواقف) أنه فسر بعض الآيات على الطريقة الصوفية.ومع بداية تراجع المقاومة المسلحة ظهرت الحركة الاصطلاحية في الجزائر والتي تزعمها وقادها علماء أجلاء، فكان تفسير القرآن من أهم العلوم التي ركز عليه العلماء في دعوتهم الإصلاحية أمثال: لشيخ محمد بن يوسف أطفيش الذي درس وألف في التفسير وسمى كتابه (تيسير التفسير) والذي طبع بالمكتبة العربية بالقرارة.وممن ختموا التفسير تدريسا في الفترة الاستعمارية إمام النهضة الجزائرية عبد الحميد بن باديس- رحمه الله- والذي بدأه سنة 1332 هـ وختمه سنة 1357 هـ وأقيم له حفل كبير حضره العلماء من جميع أنحاء الوطن وقال فيه شاعر الجزائر محمد العيد آل خليفة:ختمت كتاب الله ختمة دارس يصير له حل العويص يسير فكم لك في القرآن فهم موفق وكم لك في القرآن قول محدد ومن المفسرين أيضا في تلك الفترة الشيخ الطاهر العبيدي من تقرت والشيخ الطيب المهاجي –رحمهما الله- .بعد استقلال الجزائر عرفت العلوم الشرعية تراجعا كبيرا وبخاصة علم التفسير، حيث قل المفسرون للقرآن الكريم وهذا راجع لعدة أسباب سياسية واجتماعية وثقافية كثيرة ليس هذا مجال بسطها. لكن رغم هذه الظروف لم تخلوا البلاد من علماء فسروا كتاب الله تدريسا وتأليفا منهم: الشيخ إبراهيم بيوض –رحمه الله- الذي ختم التفسير سنة 1400 هـ بمدينة القرارة بغرداية في حفل بهيج أقيم بمناسبة هذا الختم. ومن قاموا بالتفسير تدريسا أيضا مفتي قسنطينة العلامة مرزوق بن الشيخ الحسين –رحمه الله- الذي فسر بعض سور القرآن في الجامع الكبير، وكذلك الشيخ بنعزوز القاسمي الهاملي –رحمه الله- وأيضا الأستاذ الكبير محمد الصالح الصديق –حفظه الله- في بعض كتبه ومقالاته. ونختم هذا البحث بخاتمة المفسرين الجزائريين ألا وهو العلامة أبو بكر جابر الجزائري –حفظه الله- والذي فسره تدريسا في المسجد النبوي ونشره تأليفا في كتابه (أيسر التفاسير إلى كلام العلي الكبير) وهو تفسير نفيس جدير بأن يكون في مكتبة كل مسلم عامة وكل جزائري خاصة.المصادر:تاريخ الجزائر العام.-تاريخ الجزائر الثقافي. - تعريف الخلف برجال السلف. - الضوء اللامع للسخاوي - سير أعلام النبلاء للذهبي. - التفسير والمفسرون للدكتور حسين الذهبي. - عنوان الدراية للغبريني من مواضيع روح سارة في المجلس العلمي
| |
|